الطالب المجتهد يندم
هناك عدد لا يستهان به من الطلبة الذين يفكرون بسخط بأنهم يعانون من التوتر العصبي أو القلق الذي لا رجاء في إصلاحه. وذالك بأنهم يفترضون بأنهم مسؤولون مسؤولية مصيرهم من أهل العلم أسرع ما يمكن
فالعلم واسع عريض، لا ينال شبره بالدقائق، ولا يدرك ذراعه بالساعات. لا يمكن شراءه ولو أنفقت أيام الصبا والشيوخة كلها. حتى ولو أنفقت وضاربت نفسك فاعلم أنه لن يأتيك منه إلا القليل. لأن العلم لا ينال براحة الجسم. ولذالك جعل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في بيت شعره طول الزمان شرطا من شروط لازمة لنيل العلم
فلن يكفيك سنوات عديدة، ولا حياتك كلها أصلا، فالمجتهدون يندمون على تقصيرهم فما بالك بمن قضى أوقاته بالتفكير وبالأمور التي لا تعنيه. فقال العلم : إذا أنفقت حياتك كلها لن أعطيك شيئا مني إلا قليلا
“فالمجتهدون يندمون على تقصيرهم فما بالك بمن قضى أوقاته بالتفكير وبالأمور التي لا تعنيه؟”
فكلما طال عمر المرء في الطلب صار أقوى في الفتوى، فوجدنا جهابذة العلماء الأذكياء العارفين كانوا لا يقصرون عمرا من أعمارهم للطلب، بل وجدناهم يشترون العلم والتقى بدنياهم وحياتهم. وأنهم لا يلتفتون و لا يصرفون غالب وقتهم فيما له علاقة بماضيهم ومستقبلهم وإنما يصرفونه فيما له علاقة بحاضرهم وبمهمهم . فالتركيز والحرص على استغلال الوقت والفرصة رأس مال طالب العلم الحقيقي
فها هو الأستاذ الدكتور لينغا متقين حفظه الله تعالى، ممن تأبن السلف من العلماء في التركيز والحرص. جاء من بلدنا إندونيسيا إلى ذي الأرض (مصر) طالبا العلم وكان خاوي الوفاض في بداية أمره كما قص علينا حياته العلمية في إحدى ملتقيات، وأصبح بعد السنوات الطويلة بذرة تنمو وشجرة تثمر تؤتي أكلها كل حين. وليس ببعيد من حصوله على الدكتورة في جامعة الأزهر في قسم التفسير وعلومه بتقدير لا يسهل إحرازه وببحث علمي لا يشك غباره، نهنئه بأحسن تهنئة وأحلاها وندعو له بأن يبارك الله فيه وفي علمه. كم يسرنا ويسعدنا حصوله وإنجازه العلمي. فنسأل الله أن ينفعنا به وبعلومه ويفيض علينا من بركاته كما أفاض عليه من بركات مشايخه وأن يكثر مثله في شبابنا آمين
الكاتب : بانديج
Punya Pertanyaan Tentang Kawakib?
Hubungi admin di sini:
- (+20) 155 689 0480