Kawakibul Fushoha

الحمد لله الذي لم يزل عليما قديرا ، وصلى الله على سيدنا محمد الذي أرسله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد؛ فإن علم الحديث من أهم وأجل وأعظم علوم الدين بعد القرآن الكريم، ولم يكثر من البارعين فيه إلا آحاد من الأئمة؛ لأنه في أرقى صعوبة، وإتقانه احتاج إلى طول الزمان. ولكن هذا العلم لابد أن يتعلمه و يعلمه و يهتم به المسلمون لاسيما طلبة العلم لما كان حكم تعلمه فرض كفاية وغاية منه حفظ دين الإسلام من التحريف التبديل. ولولا أن هيّأ الله هذا العلم لهذه الأمة لالتبس الصحيح بالضعيف والموضوع، ولاختلط كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكلام الناس؛ لذلك كثير من العلماء قد تحدثوا عن قيمة هذا العلم، منها قول أبي الطيب صديق حسن القنوجي ولبعضِهم ولله درُّه نظْم:

علمُ الحديثِ وسيلةٌ مَقبولة ** عند النبي الهاشميِّ محمَّدِ

فاشغَلْ به أوقاتَك البِيضَ التي ** مُلِّكْتَها، تَشرُفْ بذاك وتسعَدِ

كما عرفنا أن هذه المادة لم تزل غريبا عند بعض الطلبة خصوصا لمن لاينفرد بقسم الحديث، إلا أن وجود هذا الدرس في مركزنا صار فرصة لمن أراد أن يتعلم أو أراد فهما من هذا العلم الشريف.

بداية من التاريخ ٢٩ رجب ١٤٤٤ه‍ الموافق ٢٠ فبرايير ٢٠٢٣م إلى أواخر الشهر الكريم أي التاريخ ٢٤ رمضان ١٤٤٤ه‍ الموافق ١٥ أبريل ٢٠٢٣م قام كواكب الفصحاء للكواكبيات بشرح كتاب الجليل والنفيس ألا وهو “نزهة الظر في توضيح نخبة الفكر” للشيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث الإمام أحمد علي بن محمد بن حجر العسقلاني مع شيخنا الشيخ شرف الدين الأزهري. فهذه الدراسة تعقد بعد أن حفظن متن نخبة الفكر في آخر سنة ٢٠٢٢ تابعة له، كما قال شيخنا “لأن الرواية أصل الدراية والدراية تابع الرواية. “

يحتوي هذا الكتاب على معلومات كثيرة وفوائد جمة عن علم مصطلح الحديث، ومن أراد أن يدرك هذا العلم فمن المستحسن أن ينكب على هذا الكتاب. وقد بين المؤلف عن مسائل المصطلحات، منها : أول من صنف كتاب المصطلح، وشروط الحديث الصحيح، ومتى ترفع درجة حديث الضعيف، والأحكام المتعلقات بالجرح والتعديل، وغير ذلك. وهو من أفضل وأجود كتب الحديث حتى يعتنى به كثير من العلماء في دارسته، فهذا الدليل على أن هذا الكتاب له شرف المنزلة عند العلماء. ومن طالع هذا الكتاب سيفهم بعض الأمور منها : المصطلحات، وكيف نعامل الحديثين يتعارضان في الظاهر، والناسخ والمنسوخ. فهذا الكتاب أيضا أول خطوة لدراسة الكتب المنتهى مثل كتاب تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي لجلال الدين السيوطي.

ومن ثم، بعد أن ينتهي الشيخ من شرح هذا الكتاب، قامت الكوابيات بتدريس بينهن حتى يستفدن بعضهن بعضا. بينما هذا العلم يحتاج إلى الجهد والمحاولة في الفهم والتبليغ، إلا أن أكثرهن نجحن في تحقيق الخبرة.

وفي النهاية، حصلت ١٠ طالبات على تكريم المتفوقات من أجود الشرح وأحسن التشجير، ولاشك أن وصولهن في هذه الدرجة بسبب رغبهن وإخلاصهن وعلو همتهن في التعلم، وهؤلاء الأسماء الناجحات على أجود الشرح :دانية الغنى، سري وحيو ننجسية،ألفة فطرية، أفرح الفضيلة، تالية كيسة. وأما الباقيات الفائزات على أحسن التشجير :أوصاف نبيلة فرح ضياء، وفاء ضياء الرحمة، حياة فطرني نبيلة، ضياء سافطري، عندي نور السلمى. عسى الله أن يبارك فيهن ويوفقهن في جميع الخير.

أخيرا نقدم جزيل الشكر لمربي أرواحنا معلمنا الشيخ شرف الدين الأزهري، جزاه الله أحسن الجزاء، الذي قد علمنا ويقيظ أنفسنا للدراسة هذه المادة الغالية.

وكذالك نقول شكرا كثيرا لقسم التعليم بأنهم قد بذل جهدهم في إقامة تنظيم الدراسة، عسى الله أن يجعل خدمتهم في ميزان حسناتهم.

فنسأل الله العظيم أن ينفعنا بما قد درسنا وأن يرزقنا حبا في التعلم والتعليم ويوفقنا إلى عمل صالح. آمين يا رب العالمين.

الكاتبة : أوصاف نبيلة فرح ضياء